تنويه:
هذا نقاش ليس حول شخص الفنان بل يناقش قضية
نستنبطها من الخبر بمعزل عن الوارد اسمه فيه -والخبر غرضه فقط طرح مثال حول القضية
المقصودة- وذلك بهدف التفكر ومحاولة فتح مجال لمناقشة قضايا قد تفيد في توسيع
مدارك الحكم وتقيم والاختيار في مجرى أمورنا، مع التأكيد أنه لا يجوز تعميم الحالة
على المجتمع الصادر عنه الخبر.
خبر المناقشة:
صرحت مجلة Friday"،
بالعربية: الجمعة" في 29 من شهر يوليو/ تموز، أن النجم الممثل الشاب الصاعد
ماكينيو/ Mackenyu،
نجل الأسطورة في التمثيل وفنون القتال سوني تشيبا/ Sonny Chiba،
الذي يبلغ 19 من العمر لديه طفلة (غير شرعية) في الخامسة من العمر وتعيش مع
والدتها في لوس أنجلوس وقد ولدت الطفله ووالدها يبلغ من العمر 14 عاماً.
ووفقاً للتقارير، والدة الطفلة هي زوجة
يابانية في الأربعين من عمرها وصديقة لعائلة "تشيبا".
وذكرت الصحيفة أنه في عام 2013 قد رفعت دعوى
قضائية ضد السيدة المذكورة بتهمة اغتصاب طفل تحت سن الرابعة عشر، ولكن أسقطت الدعوى
بناءً على إنكار "ماكينيو" بأن الأمر حدث رغماً عنه.
لم يعطي ماكينيو تصريحاً رسمياً حول ما نشرنه
المجلة، في حين أن محاميه أدلى للصحافة أن "بعض المعلومات التي نشرت لا أساس
لها من الصحة".
ويذكر، أن للممثل أربع أعمال سينمائية ضمن
قائمة هذه السنة، إلا أن تلك الأخبار تهدد حياته المهنية.
قضية النقاش: المشاهير بين سلوكياتهم
الأخلاقية وجودة أعمالهم
مبدئياً، إذا أخذنا بالاعتبار أن بعض
المعلومات التي أوردتها المجلة غير صحيحة كما أدلى محامي الممثل فإن بعض ما حدث
حقيقة، وعلى الأرجح أن الجزء الحقيقي من ذلك هو وجود الطفلة المنسوبة للمثل وذلك
لأنه لولا وجودها لعلى الأرجح تم نفي جميع الأقاويل من قبل المحامي فبدون وجود
الطفلة أي معلومات أخرى مما وردت يمكن وصفها بسهولة بالادعاءات، سواء العلاقة التي
بناها الممثل في سن صغيرة مع السيدة الأربعينية أو القضية التي رفعت ضدها بتهمة
الاغتصاب.
وأياً كانت الحقيقة نقاشنا ليس حول أي أجزاء
القصة هو الصحيح بل حول الأولوية بين أخلاق وتاريخ الفنان وبين جودة أعماله أيهما
المعيار الأسلم للحكم على الفنان، ومع الافتراض أن لكل انسان حريته الكاملة في
تصرف ما دام لا يؤذي الأخرين ولكن في حالة المشاهير فإن بعض سلوكياته التي لا تؤذي
الأخرين تتحول لسلوكيات مؤذية بمجرد حمله للقب المشهور أو تصنيفه كشخصية عامة فهو
هنا يمتلك قوة ونفوذ وتأثير وفي مقابل ذلك يصبح مطالب التزام أخلاقي أكبر من
العامة تجاه المجتمع الذي أعطاه تلك المكانة، وأول ذلك الالتزام هو الحفاظ على
صوره نظيفة كونه ممثل لهذا المجتمع الذي يدعمه وثانياً حفاظه على السلوك الأخلاقي
المقبول في مجتمعه وذلك احتراماً للسلطة التي ستجعل من سلوكياته أمراً قابلاً
للتبني ضمن بعض أفراد المجتمع-أي أنه أصبح قدوه مؤثرة على مسار التغير السلوكي
لأفراد المجتمع-.
وهنا يأتي موضوعنا ففي حالة مخالفة المشاهير لهذا الالتزام هل
هنا يرفض المشهور ويطالب بتنحي عن أعماله أو يمارس عليه الضغط المجتمعي والإعلامي
للتوقف عن مزاولة وظيفته التي اكتسب منها تلك الشهرة بعيداً عن جودة عمله أم أن
ثمة نوع مع التسامح ما دام يقدم الجودة المطلوبة كأن يكون (رئيس سكير) وهو أمر
يرفضه مجتمعه ولكن في نفس الوقت هو رئيس قادر على أداء مهمته كرئيس.
وفي الحقيقة أن ثمة بعد أخر يظهر في هذه
القضية هو أن المجتمع والإعلام في هذه الحالة يحاول الحكم على الشخصية العامة من
خلال ماضية بل وماضية في أيام المراهقة وما قبل النضج إذا صح التعبير، فإلى أي حد
يمتلك الإعلام والمجتمع في مناقشة ماضية الشخصيات العامة وخصوصياتهم؟
No comments:
Post a Comment